
أفاد موقع “أكسيوس” الإخباري، استنادًا إلى تصريحات مسؤولين إسرائيليين ومصدر أمريكي، بأن الولايات المتحدة وإسرائيل ومؤسسة دولية جديدة تقترب من التوصل إلى اتفاق بشأن آلية بديلة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان قطاع غزة، وذلك دون أي إشراف أو تدخل من حركة حماس.
تهدف هذه الخطة إلى تحقيق توازن بين رغبة الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، في إدخال المساعدات، وبين إصرار الحكومة الإسرائيلية على منع وصولها لأي طرف تعتبره “معاديًا”، وعلى رأسهم حركة حماس.
وأوضح مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية أن هذه الآلية تأخذ بعين الاعتبار المبادئ الأمريكية المتعلقة بالمساعدات، مشيرًا إلى أن واشنطن تدعم تدفق المساعدات الإنسانية بشرط وجود ضمانات تحول دون سرقتها أو إساءة استخدامها من قبل جماعات مثل حماس والجهاد الإسلامي.
وفقًا للمصادر، يتضمن الاتفاق الجديد إنشاء مجمعات خاصة داخل غزة تُدار بواسطة مؤسسة إنسانية دولية وتحظى بدعم مالي من دول مانحة ومؤسسات خيرية، وسيتم تسليم المساعدات داخل هذه المجمعات التي سيتوجه إليها المدنيون الفلسطينيون مرة واحدة أسبوعيًا لتلقي حزمة مخصصة لكل عائلة تكفي لمدة سبعة أيام.
وأشار الموقع إلى أن أعمال البناء والبنية التحتية لهذه المجمعات ستكون بتمويل وإشراف إسرائيلي، بينما ستتولى شركة أمريكية خاصة مهمة النقل اللوجستي وضمان الأمن داخل المجمعات ومحيطها، مع التأكيد على أن الجيش الإسرائيلي لن يشارك مباشرة في عملية التوزيع بل سيكتفي بتأمين المناطق المحيطة.
في المقابل، حذرت منظمات إنسانية من أن قطاع غزة بات على شفا “الانهيار الكامل”، مشيرة إلى أن الإجراءات الإسرائيلية المستمرة منذ مارس قد أدت إلى خنق تدفق المساعدات ما دفع الأوضاع الإنسانية نحو التدهور السريع.
ويأتي هذا التحذير في وقت تعرضت فيه سفينة “الضمير”، التابعة لتحالف “أسطول الحرية”، لهجوم بطائرة مسيرة أثناء إبحارها في المياه الدولية قرب مالطا، مما أدى إلى اندلاع حريق وحدوث ثقب في هيكلها الأمامي. وبحسب التحالف، كانت السفينة متجهة نحو غزة وعلى متنها نحو 30 شخصًا.
واتهمت حركة حماس إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم معتبرة أنه “قرصنة بحرية تهدف إلى خنق القطاع ومنع وصول أي إغاثة”.
في ظل هذه التطورات، واصلت إسرائيل تنفيذ غارات جوية مكثفة على القطاع حيث أعلن الدفاع المدني الفلسطيني مساء الجمعة عن استشهاد 32 مدنيًا وإصابة آخرين جراء قصف طال عدة مناطق في قطاع غزة منذ ساعات الفجر.
وتأتي هذه الهجمات وسط أزمة إنسانية خانقة يعاني منها أكثر من مليوني فلسطيني نتيجة الحصار المستمر وانهيار اتفاق الهدنة الذي رعته مصر وقطر والولايات المتحدة في يناير الماضي.
وفي هذا السياق، أصدرت وكالة “أونروا” تحذيراً شديد اللهجة أكدت فيه أن استمرار الحصار يقتل الأطفال والنساء بصمت معتبرةً أن كل يوم يمر دون مساعدات يمثل “عقابًا جماعيًا” لسكان غزة فقط لأنهم يعيشون هناك.
تعليقات