
في فجر اليوم السبت، نفذت الطائرات الأمريكية سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت مواقع تابعة لجماعة الحوثي في محافظة الجوف شمالي اليمن، مما يعكس تصعيدًا جديدًا للحملة العسكرية التي تقودها واشنطن ضد الجماعة المدعومة من إيران.
ووفقًا لوسائل إعلام يمنية، فقد شملت الغارات ثماني ضربات طالت مواقع للحوثيين في مديرية خب والشعف، التي تُعتبر واحدة من أكبر المديريات اليمنية من حيث المساحة، كما أنها تتمتع بأهمية استراتيجية نظرًا لقربها من الحدود مع السعودية.
ولم تقتصر الغارات الجوية على الجوف فقط، بل كانت القوات الأمريكية قد نفذت يوم الجمعة أربع ضربات أخرى على مواقع عسكرية للحوثيين في ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة الواقعة على الساحل الغربي لليمن.
وتزامن هذا القصف مع هجمات جوية أخرى استهدفت العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى محافظتي صعدة والجوف، مما يشير إلى تصعيد مستمر من جانب الولايات المتحدة في إطار عملياتها العسكرية الهادفة لتقويض القدرات العسكرية للجماعة.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” قد أعلنت سابقًا أن الجيش الأمريكي نفذ أكثر من ألف ضربة جوية ضد أهداف حوثية منذ منتصف مارس الماضي، وذلك ضمن حملة جوية واسعة النطاق تهدف إلى ردع الجماعة عن مواصلة هجماتها على الملاحة البحرية في البحر الأحمر، والتي تعتبرها واشنطن تهديدًا مباشرًا للمصالح الدولية.
ويأتي هذا التصعيد الأمريكي بعد الهجمات المتكررة التي شنها الحوثيون منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، حيث تضمنت تلك الهجمات إطلاق عشرات الصواريخ والطائرات المسيّرة نحو أهداف في إسرائيل، بالإضافة إلى استهداف سفن تجارية في البحر الأحمر تقول الجماعة إنها مرتبطة بإسرائيل أو تدعمها.
وتبرر واشنطن تدخلها العسكري في اليمن بالقول إن ضرباتها الجوية تهدف إلى حماية الملاحة الدولية وردع الحوثيين عن تهديد طرق التجارة العالمية، خاصةً في مضيق باب المندب الذي يُعتبر أحد أهم الممرات المائية على مستوى العالم.
تعليقات