عودة مفاجئة لمركبة سوفيتية قديمة إلى الأرض بعد 50 عاماً

عودة مفاجئة لمركبة سوفيتية قديمة إلى الأرض بعد 50 عاماً

توقع علماء مختصون في تتبع الحطام الفضائي أن تعود مركبة فضائية سوفيتية قديمة إلى الأرض بشكل غير متحكم فيه خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بعد مرور نحو 53 عامًا على فشل مهمتها الأصلية التي كانت تهدف إلى استكشاف كوكب الزهرة.

وحسب تقديرات العالم الهولندي ماركو لانجبروك، فإن مركبة “كوزموس 482″، التي أُطلقت في عام 1972، من المتوقع أن تخترق الغلاف الجوي في حدود العاشر من مايو الجاري، بسرعة قد تصل إلى 242 كيلومترًا في الساعة، إذا لم تتفتت خلال عملية العودة.

ورغم طمأنة لانجبروك بشأن المخاطر المحتملة، حيث شبه عودتها بسقوط نيزك صغير، إلا أنه أشار إلى أن احتمالية إصابة أشخاص أو ممتلكات لا تزال قائمة، وإن كانت ضعيفة جدًا.

وقال في رسالة عبر البريد الإلكتروني: “ليست هناك حاجة كبيرة للقلق، لكن لا يمكن استبعاد الخطر بالكامل”

المركبة “كوزموس 482” كانت جزءًا من سلسلة بعثات سوفيتية لاستكشاف كوكب الزهرة تم إطلاقها في سبعينيات القرن الماضي، ولكن عطلاً في الصاروخ الحامل حال دون مغادرتها مدار الأرض.

وبعد سقوط معظم أجزائها خلال عقد من الزمن، يُعتقد أن الكبسولة الرئيسية – وهي جسم كروي معدني قطره نحو متر ويزن أكثر من 500 كيلوجرام – لا تزال تدور حول الأرض في مدار بيضاوي ينخفض تدريجياً بفعل مقاومة الغلاف الجوي.

وبحسب لانجبروك، فإن هذه الكبسولة قد تعود إلى الأرض وهي سليمة نسبيًا، لأنها صُممت لتحمل اختراق الغلاف الجوي لكوكب الزهرة المعروف بكثافته وارتفاع حرارته. ومع ذلك، هناك شكوك كبيرة بشأن عمل مظلتها بعد مرور أكثر من خمسة عقود، كما أن الدرع الحراري الخاص بها قد يكون تعرض للتلف نتيجة وجودها الطويل في الفضاء.

من جانبه، أعرب جوناثان ماكدويل من مركز “هارفارد سميثسونيان للفيزياء الفلكية” عن رغبته بأن يتعطل الدرع الحراري الخاص بالمركبة عند دخولها الغلاف الجوي مما يؤدي إلى احتراقها وتلاشي خطرها. وقال: “إذا لم يتعطل الدرع فقد تسقط الكبسولة المعدنية الثقيلة من السماء سليمة مما يثير احتمالاً غير مريح لسقوط مفاجئ لجسم يزن نصف طن على الأرض”

يتوقع العلماء أن تعبر المركبة الغلاف الجوي ضمن نطاق جغرافي واسع يمتد بين خطي عرض 51.7 شمالًا وجنوبًا أي من شمال لندن وإدمونتون الكندية وصولاً إلى كيب هورن في أقصى جنوب أمريكا الجنوبية. وبما أن أكثر من 70% من سطح الأرض مغطى بالمحيطات، يرجح الخبراء أنها ستنتهي في المياه مما يقلل احتمالية وقوع خسائر بشرية أو مادية.

تُعتبر “كوزموس 482” إحدى بقايا فترة الحرب الباردة وسباق الفضاء بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. وكانت مهمتها الأصلية هي دراسة كوكب الزهرة على غرار شقيقتها الناجحة “فينيرا 8″، لكنها فشلت في مغادرة المدار الأرضي. يعيد هذا الحدث التذكير بالمخاطر المحتملة لمخلفات الفضاء التي تدور لعقود وقد تعود إلى الأرض في أي لحظة مما يطرح مجددًا تساؤلات حول أهمية تطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع الحطام الفضائي.