
صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي “موثوق ودائم” مع الولايات المتحدة لا تزال قائمة، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يتطلب فقط “إرادة سياسية حازمة وموقف منصف”.
جاءت هذه التصريحات في منشور له على منصة “إكس” مساء الجمعة، حيث أكد أن الخطابات المتطرفة والتصريحات التحريضية لا تفيد سوى في تقويض فرص النجاح في المحادثات النووية الجارية.
وأضاف عراقجي أن التناقضات المستمرة في المواقف الأمريكية، بالإضافة إلى استمرار سياسة العقوبات والتهديدات، قد زادت من مناخ انعدام الثقة وأضعفت مصداقية واشنطن أمام طهران.
وشدد على أن “تكرار الأكاذيب لن يغير الحقائق”، مؤكدًا حق إيران كدولة موقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي في امتلاك دورة الوقود النووي الكاملة، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية.
وفي سياق متصل، أوضح الوزير الإيراني أن بلاده ليست الوحيدة ضمن المعاهدة التي تقوم بتخصيب اليورانيوم، بل هناك مجموعة واسعة من الدول الآسيوية والأوروبية والأمريكية اللاتينية التي تمارس هذا النشاط دون السعي لامتلاك أسلحة نووية، مؤكدًا رفض طهران القاطع لأي نشاط نووي ذو طابع عسكري.
كما أشار عراقجي إلى أهمية ضمان عدم تضمين أي اتفاق نووي مستقبلي بنودًا تتعارض مع بنود معاهدة منع الانتشار، مشددًا على ضرورة تجنب إدراج قضايا سياسية جانبية قد تعرقل التفاهم، مجددًا استعداد إيران للتعاون مع الترويكا الأوروبية أملاً في الوصول إلى حلول سلمية.
من جهة أخرى، أفادت وزارة الخارجية الإيرانية بأن عراقجي أجرى اتصالًا هاتفيًا مساء الجمعة مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، حيث بحثا خلاله مستجدات المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن.
كما تناول الاتصال الدور الذي تلعبه سلطنة عمان في التحضير للجولة الرابعة من المحادثات التي كانت مقررة يوم السبت في العاصمة الإيطالية روما قبل أن يتم الإعلان عن تأجيلها لأسباب وصفت بـ”اللوجستية”.
وأعرب جوتيريش وفق البيان الإيراني عن دعمه لاستمرار هذه المفاوضات وثمن مبادرة الوزير الإيراني لتقديم شرح شامل حول تطورات العملية التفاوضية، كما عبر عن تعازيه لطهران بسبب ضحايا الانفجار الذي وقع مؤخرًا في ميناء رجائي الإيراني.
وكان مسؤولون إيرانيون قد حملوا ما وصفوه بـ”النهج الأمريكي المتقلب” مسؤولية تأجيل الجولة الجديدة من المحادثات، مؤكدين أن استئنافها يعتمد على جدية واشنطن واستعدادها لتقديم ضمانات واقعية.
تعليقات