تسلّم الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع دعوة رسمية من العراق للمشاركة في القمة العربية المرتقبة، التي ستستضيفها بغداد الشهر المقبل، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
جاء ذلك خلال لقائه بالمبعوث الخاص لرئيس الوزراء العراقي، وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد فكاك البدراني، ويأتي هذا التطور في ظل اعتراضات واضحة من سياسيين عراقيين بارزين موالين لطهران وأتباعهم، الذين أعربوا عن رفضهم لاحتمال مشاركة الشرع.
يُذكر أن الشرع قد شارك في القمة العربية الطارئة بالقاهرة، والتي خُصصت لبحث الوضع في غزة مطلع مارس الماضي، حيث كانت هذه المشاركة هي الأولى له منذ توليه السلطة، وذلك بعد قرار لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي بالموافقة على إعفائه من حظر السفر المفروض عليه نتيجة العقوبات الدولية السابقة.
وأوضحت “سانا” أن الدعوة التي حملها البدراني جاءت بعد يومين من تسلّم الشرع رسالة سابقة نقلها وفد برئاسة رئيس جهاز المخابرات الوطني العراقي حميد الشطري، حيث أكدت هذه الرسالة على دعوته لحضور القمة المزمع عقدها في 17 مايو المقبل.
منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد الذي كان حليفًا وثيقًا لطهران، اتبعت بغداد موقفًا حذرًا تجاه القيادة الجديدة في دمشق، بينما تسعى الحكومة السورية الانتقالية لبناء علاقات أوثق مع جارتها العراق.
شهدت الفترة الأخيرة زيارات دبلوماسية متبادلة بين البلدين، وكان أبرزها زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بغداد في منتصف مارس، بالإضافة إلى لقاء غير معلن مسبقًا بين رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والشرع في قطر الأسبوع الماضي.
تشير مصادر أمنية عراقية إلى وجود مذكرة توقيف قديمة بحق الشرع تعود إلى فترة كان خلالها مقاتلًا في صفوف تنظيم القاعدة ضد القوات الأمريكية وحلفائها في العراق، وقد سُجن لفترة طويلة نتيجة لذلك الأمر مما يضيف تعقيدات قانونية وسياسية محتملة على مشاركته في القمة المقبلة.
.
تعليقات