
استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني في كنيسة الشهيدين مار يوحنا المعمدان وأبي سيفين بمدينة وارسو ببولندا السيد أركاديوس كوشينسكي، عمدة بلدة برفينوف، والوفد المرافق له، وذلك ضمن زيارته الرعوية إلى بولندا والتي تأتي في إطار جولته بإيبارشية وسط أوروبا.
لمحة عن الكنيسة القبطية
في بداية اللقاء، أعرب قداسة البابا عن تقديره العميق للدعم الذي تقدمه السلطات المحلية للكنيسة القبطية في بولندا، مشيرًا إلى حرص الكنيسة على خدمة أبنائها في كل مكان، وأضاف: “اليوم صلينا مع شعبنا هنا ولمسنا محبتهم العميقة وانتماءهم للكنيسة الأم”.
كما قدم قداسته لمحة شاملة عن تاريخ الكنيسة القبطية الذي بدأ بكرازة القديس مرقس الرسول في الإسكندرية، بالإضافة إلى فكرة الرهبنة التي انطلقت على يد القديس الأنبا أنطونيوس الذي أصبح أبًا للرهبان في العالم بأسره، وألقى الضوء أيضًا على رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر وما تركته هذه الزيارة من بركة عظيمة جعلت لمصر مكانة روحية خاصة، وخلال حديثه أوضح أن الكنيسة القبطية اليوم تخدم أبناءها في جميع قارات العالم، حيث يتواجد الأقباط بشكل أكبر في الولايات المتحدة وفرنسا وأستراليا، مشيرًا إلى أن الخدمة في بولندا تتطلب جهدًا كبيرًا بسبب تواجد الأقباط في عدة مدن وبلدات صغيرة ورغم التحديات تستمر خدمة الكنيسة القبطية هنا بانتظام ونشجع أبناءنا على التمسك بالكنيسة كونها حصنهم الروحي أينما كانوا.
البابا تواضروس والبابا فرانسيس
وعن المشهد العام في العالم قال قداسة البابا: “إن العالم اليوم مضطرب ويفقد الكثير من الحب والسلام، لكننا نشكر الله أن مصر رغم التحديات الإقليمية المحيطة تنعم بالسلام والاستقرار، ونصلي دومًا لسلام العالم كله”، وتحدث قداسته بتقدير كبير عن علاقته العميقة مع الراحل قداسة البابا فرنسيس واستعرض تاريخ العلاقة بينهما مضيفًا: “أرى أنه كان علامة فارقة في تاريخ الكنيسة وتاريخ الإنسانية ورحيله سيترك فراغًا كبيرًا لكنه صار لنا صديقًا في السماء يصلي من أجل الكنيسة والعالم”، مشيرًا إلى أبرز اللقاءات التي جمعته بالبابا فرنسيس خاصة خلال زيارته الأخيرة للڤاتيكان في مايو ٢٠٢٣ بمناسبة مرور خمسين عامًا على عودة العلاقات بين الكنيستين حيث قدم جزءًا من متعلقات شهداء ليبيا الأقباط الذين استشهدوا عام ٢٠١٥ وقد أبدى البابا فرنسيس تأثرًا بالغًا وقرر تخصيص مذبح خاص باسمهم في الڤاتيكان.
ومن جهته أبدى السيد كوشينسكي إعجابه العميق بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية وبشكل خاص الفن القبطي واستفسر عن تفاصيل حامل الأيقونات داخل الكنيسة مشيدًا بجمال ودقة الأخشاب المستخدمة ومُعبرًا عن رغبته بالتعرف أكثر على الثقافة القبطية الغنية معبرًا عن شكره وسعادته بلقاء قداسة البابا ومتمنيًا لو امتدت الزيارة لأيام أطول لإتاحة فرصة أكبر للتعرف على الكنيسة القبطية والمجتمع القبطي ببولندا كما أبدى استعداده لدعم أي احتياجات أو تسهيلات مستقبلية للكنيسة.
وفي نهاية اللقاء قدم قداسة البابا هدية تذكارية رمزية تحمل صورة العائلة المقدسة داعيًا سيادته لزيارة مصر والتعرف على حضارتها العريقة وأديرتها المباركة؛ ومن جانبه قدم عمدة برفينوف هدية تذكارية إلى قداسة البابا تعبيرًا عن تقديره وسعادته بهذه الزيارة المباركة.
.
تعليقات