لجنة العلاقات الثقافية بـ ألسن عين شمس تنظم أسبوعًا عن أدب الطفل

لجنة العلاقات الثقافية بـ ألسن عين شمس تنظم أسبوعًا عن أدب الطفل

انطلقت فعاليات الأسبوع الثقافي بعنوان “أدب الطفل: بناء الوعي في رحاب اللغة والثقافة”، الذي نظمته لجنة العلاقات الثقافية التابعة لقطاع الدراسات العليا والبحوث بكلية الألسن جامعة عين شمس، تحت رعاية الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس الجامعة، والدكتورة أماني أسامة كامل، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة سلوى رشاد، عميد الكلية، وإشراف الدكتور أشرف عطية، وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، وأ.د. نهال ناجي، مقرر اللجنة.

افتتحت الدكتورة سلوى رشاد، عميد الكلية، فعاليات الأسبوع الثقافي بكلمة أكدت فيها أن التوجهات الاستراتيجية للدولة المصرية اليوم أصبحت تولي اهتمامًا بالغًا ببناء عقلية وثقافة الطفل المصري، مشددة على أن عقل الطفل من عام وحتى مرحلة المراهقة 12 عامًا يعد من أهم فترات بناء الشخصية وتشكيل العقل والوجدان، بناءً على مدخلات ثقافية تسمح بتكوين عقلية قادرة على المساهمة في صنع مستقبل مشرق. وأشارت إلى أن قطاع العلوم الإنسانية في مصر يمثل الركيزة الأساسية لبناء قدرات عقلية متميزة بالتكامل مع قطاعات أخرى معنية بالتكنولوجيا الحديثة، مؤكدة على أهمية تضافر الجهود بين مختلف قطاعات الدولة المصرية لخدمة أهم ثروة تمتلكها الدولة المصرية منذ فجر التاريخ، وهم أبناؤها الذين سطروا عبر العصور تاريخ الدولة المشرف.

وتناولت الجلسة الافتتاحية كلمة قدمها أ.د. وجيه يعقوب السيد، رئيس قسم اللغة العربية بالكلية، تحدث فيها عن خبراته في مجال الكتابة للأطفال، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية تعطي اهتمامًا كبيرًا بالكتابة للطفل والمدخلات التي يتعرض لها عقل الطفل في بداية تناوله الثقافي للكتابات البسيطة. وتناول تجربته في الكتابة للطفل من خلال التراث وإزالة الغبار عن الهوية الثقافية للطفل، خاصة من خلال تجربته في الكتابة للطفل في مجلة “ماجد”، وكيف أعاد النظر في كتاباته بعد مشاركته في صناعة الكتابات للأطفال. لافتًا إلى أن الطفل من سن 6 إلى 12 سنة في أوروبا يقرأ حوالي كتابين في الأسبوع، بينما في عالمنا العربي نجد فجوة كبيرة في التناول الثقافي للطفل مقارنة بأوروبا، حيث يجب أن يجد الطفل مكتبة بسيطة في المنزل لمساعدته في القراءة.

واستكمل حديثه مشيرًا إلى أن الكتابة للأطفال تعد رسالة كبيرة ومشروعًا يستمر للأطفال المراهقين بالتوازي مع العمل الأكاديمي. لذلك قرر تقديم مجموعة من الكتب مثل “أشبال الإسلام”، “نساء مسلمات”، “أسماء الله الحسنى”، “عظماء رغم الإعاقة”، “أبطال صغار”، “من سجل الخالدين”، “القاموس المدرسي الميسر”، للعقول الناشئة من سن 12 إلى 18 سنة. وحرصت تلك الكتابات على استهداف مجموعة من القيم والمفاهيم التي يجب أن نغرسها في عقول الناشئة عن تراثنا العربي، مثل كتاب “نوادر أشعب” الذي يتميز بروح الفكاهة والحبكة القصصية ومعايير مجتمعية ولغة عربية رصينة. وأكد أن ميول الطفل والمراهق يمكن استكشافها من خلال ميولهم في القراءة.

كما تطرق في حديثه إلى أن الكتابة للأطفال يجب أن تكون بشكل واسع لتشمل كافة أطياف وطبقات المجتمع لربطهم بهويتهم وثقافتهم المصرية والعربية. وأشار إلى أنه يجب تقديم كتابات من تراثنا القديم للأطفال من ذوي الهمم تؤكد أن لديهم قدرات مميزة، موضحًا أن التراث العربي مليء بالنماذج المشرفة التي أبدعت في مجالات الأدب والاقتصاد والفنون، بل والمجالات العسكرية والمراكز المرموقة في المجتمع، والتي كان لبعضها إعاقات حركية أو سمعية أو بصرية. على سبيل المثال، كان طه حسين الأديب المصري كفيفًا، والموسيقار العالمي “بيتهوفن” كان أصم، وأبو طالب، عم النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، كان أعرج، بينما كان الفارس العربي طارق بن زياد، أحد فرسان الإسلام، أعرجًا أيضًا. ولم تمنع تلك الإعاقات من الوصول إلى مراكز مرموقة في المجتمع، مؤكدًا أن هذه النماذج التاريخية تعتبر من أهم المدخلات التي يجب أن يقدمها الكتاب للأطفال ذوي الهمم لشحذ معنوياتهم وبناء قدراتهم العقلية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من أطفال اليوم، رجال الغد.

بينما تناولت د. ناردين العطروزي، المدرس بقسم علم النفس بكلية الآداب جامعة عين شمس، أن أدب الطفل يشهد اليوم تطورًا كبيرًا في تناوله، مشيرة إلى أن الكتابة التفاعلية بدأت تظهر في الكتابة للطفل بطريقة إبداعية. حيث بدأ تطور الكتابة العربية اليوم لمواكبة التطورات العالمية، ويعتبر أدب الطفل وسيلة لغرس القيم واللغة كجسر للتواصل والانتماء. وأكدت أن تطور الثقافة المحلية في القصص المصورة والحكايات إلى التفكير الناقد من خلال تنمية الخيال والإبداع يعد من أهم تحديات الكتابة للطفل، حيث يتم الربط بين الترفيه والتعليم.

أما الجلسة الثانية فقد قدم فيها وفد من إدارة المكتبات، وعلى رأسهم أستاذة شيرين سعيد من مكتبة الإسكندرية، عرضًا تقديميًا عن الخدمات الإلكترونية التي تقدمها المكتبة للباحثين، سواء من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات أو الباحثين في المراكز البحثية أو طلبة وحاملي الماجستير والدكتوراه. وقد قدم الوفد تعريفًا مفصلًا بنظام الاستشهاد المرجعي الخاص بمكتبة الإسكندرية، والذي تسعى لتعميمه بين الجامعات والباحثين، موضحين أهم ما يميز هذا النظام، إذ يساعد الباحثين من المصريين والعرب على الاستشهاد بشكل أكثر يسراً مقارنة ببقية الأنظمة الأوروبية والأمريكية. كما تضمن العرض تقديميًا للخدمات الإلكترونية التي تقدمها المكتبة عن بُعد وكذلك داخل قاعات المكتبة. واختتم الوفد زيارته بإهداء مكتبة الكلية الدليل الاسترشادي للاستشهاد المرجعي.

إتبعنا