الرئيس السيسي: الشعب المصري يشكل جبهة داخلية قوية والوطن آمن إلى الأبد

الرئيس السيسي: الشعب المصري يشكل جبهة داخلية قوية والوطن آمن إلى الأبد

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الشعب المصري يمثل جبهة داخلية متماسكة، عصية على التلاعب والتأثير، وأن الوطن في أيديه، وبوعيه وفطنته، محفوظ إلى يوم الدين.

جاء ذلك في كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي بمناسبة الذكرى الـ43 لتحرير أرض سيناء الغالية، التي توافق 25 أبريل من كل عام.

نص كلمة الرئيس السيسي

«بسم الله الرحمن الرحيم. شعب مصر العظيم، نحتفل في هذا اليوم المجيد، بالذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء.. تلك البقعة الطاهرة من أرض مصر، التي لطالما كانت هدفًا للطامعين، وظلت على مدار التاريخ، عنوانًا للصمود والفداء.. سيناء؛ التي نقشت في وجدان المصريين، حقيقة راسخة لا تقبل المساومة.. بأنها جزء لا يتجزأ من أرض الكنانة محفوظة بإرادة شعبها وجسارة جيشها، وعزيمة أبنائها الذين سطروا أروع البطولات، حفاظًا على ترابها المقدس.

لقد كان الدفاع عن سيناء، وحماية كل شبر من أرض الوطن، عهدًا لا رجعة فيه، ومبدأ ثابتًا في عقيدة المصريين جميعًا، يترسخ في وجدان الأمة جيلًا بعد جيل، ضمن أسس أمننا القومي.. التي لا تقبل المساومة أو التفريط.

وإننا إذ نستحضر اليوم هذه الذكرى الخالدة، فإننا نرفع الهامات، إجلالًا للقوات المسلحة المصرية، التي قدمت الشهداء، دفاعًا عن الأرض والعرض، مسطرة في صفحات التاريخ، ملحمة خالدة من البذل والتضحية.. جنبًا إلى جنب مع رجال الشرطة المدنية، الذين خاضوا معركة شرسة، لاجتثاث الإرهاب من أرض سيناء الغالية.

كما نذكر بكل فخر، الدبلوماسية المصرية وفريق العمل الوطني، فقد أثبتوا أن الحقوق تنتزع بالإرادة والعلم والصبر، وخاضوا معركة قانونية رائدة، أكدوا بموجبها السيادة المصرية على طابا.. عبر تحكيم دولي.. فكان ذلك نموذجًا ساطعًا.. في سجل الانتصارات الوطنية.

شعب مصر الكريم، لقد أثبتم، برؤيتكم الواعية، وإدراككم العميق لحجم التحديات، التي تواجه مصر والمنطقة، أنكم جبهة داخلية متماسكة، عصية على التلاعب والتأثير.. وأن الوطن في أيديكم، وبوعيكم وفطنتكم، محفوظ إلى يوم الدين.

وفي ظل ما تشهده المنطقة من تحديات غير مسبوقة، تستمر الحرب في قطاع غزة، لتدمر الأخضر واليابس، وتسقط عشرات الآلاف من الضحايا، في مأساة إنسانية مشينة.. ستظل محفورة في التاريخ.

ومنذ اللحظة الأولى، كان موقف مصر جليًا لا لبس فيه، مطالبًا بوقف إطلاق النار، والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بكميات كافية، ورافضًا بكل حزم، لأي تهجير للفلسطينيين خارج أرضهم.

إن مصر تقف – كما عهدها التاريخ – سدًا منيعًا، أمام محاولات تصفية القضية الفلسطينية.. وتؤكد أن إعادة إعمار قطاع غزة، يجب أن تتم وفقًا للخطة العربية الإسلامية، دون أي شكل من أشكال التهجير، حفاظًا على الحقوق المشروعة للفلسطينيين، وصونًا لأمننا القومي.

إننا نؤكد مجددًا، أن السلام العادل والشامل، لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقًا لمقررات الشرعية الدولية.. فذلك وحده، هو الضمان الحقيقي، لإنهاء دوائر العنف والانتقام، والتوصل إلى السلام الدائم.. والتاريخ يشهد، أن السلام بين مصر وإسرائيل، الذي تحقق بوساطة أمريكية، هو نموذج يحتذى به، لإنهاء الصراعات والنزعات الانتقامية، وترسيخ السلام والاستقرار.

واليوم، نقول بصوت واحد: إن السلام العادل، هو الخيار الذي ينبغي أن يسعى إليه الجميع.. ونتطلع في هذا الصدد، إلى قيام المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، والرئيس ترامب تحديدًا، بالدور المتوقع منه في هذا الصدد.

الإخوة والأخوات، وكما كان تحرير سيناء واجبًا مقدسًا، فإن السعي الحثيث لتحقيق التنمية في مصر، هو واجب مقدس أيضًا.. وإننا اليوم، نشهد جهودًا غير مسبوقة، تمتد عبر كل ربوع مصر، لتحقيق نهضة شاملة، وبناء مصر الحديثة.. بالشكل الذي تستحقه.

وفي الختام، حرى بنا الوقوف وقفة إجلال وإكبار، أمام شهدائنا الأبرار، الذين ضحوا بأرواحهم، فداء للوطن، ودفاعًا عن المواطنين.

وستبقى مصر بوحدة شعبها، وبسالة جيشها ورعاية ربها، رافعة الرأس.. عزيزة النفس.. شديدة البأس، ترعى الحق وترفض الظلم.

كل عام وأنتم بخير.. ومصر في أمان ورفعة وتقدم. ودائمًا وأبدًا: تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر ﴿والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته﴾».

إتبعنا