
في تطور صادم وغير مسبوق داخل أروقة وزارة الدفاع الأمريكية، كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث قام بمشاركة معلومات أمنية حساسة تتعلق باليمن مع زوجته ومحاميه عبر تطبيق المراسلة المشفر “سيجنال”، مما فجّر عاصفة من الانتقادات داخل البيت الأبيض ووسائل الإعلام الأمريكية.
أسرار عسكرية على تطبيق دردشة
بحسب التقرير، لم يكتفِ هيجسيث بمناقشة الخطط العسكرية في إطار سري داخل مؤسسات الدولة، بل شارك تفاصيل ترتبط بضربات أمريكية ضد الحوثيين على تطبيق تجاري غير رسمي، ما يفتح الباب أمام تساؤلات خطيرة حول سلامة الإجراءات الأمنية المتبعة داخل البنتاغون.
هذه التسريبات التي سُرّبت لاحقًا لمجلة ذا أتلانتيك، كشفت عن اختراق غير مقصود لمجموعة دردشة جمعت كبار مسؤولي الأمن القومي، بعد أن تمت إضافة رئيس تحرير المجلة بالخطأ، الأمر الذي فضح تفاصيل ما جرى داخل الاجتماع وعرّض كبار المسؤولين لمساءلات محلية ودولية.
ترامب يدافع عن هيجسيث ويُحمّل والتز المسؤولية
وعلى الرغم من الانتقادات اللاذعة، اختار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الوقوف إلى جانب هيجسيث، مؤكدًا أنه “لم يكن له أي علاقة بالتسريبات”، قائلاً:
“هيجسيث؟ كيف يمكن إقحامه في الأمر؟ إنه يقوم بعمل رائع”.
في المقابل، وجّه ترامب سهام الانتقاد إلى مستشار الأمن القومي مايك والتز، الذي قال إنه اعترف بمسؤوليته عن الخلل الذي أدى إلى فضيحة “تسريبات سيجنال”، حيث وُصف بأنه “كبش فداء” من قِبل بعض الجمهوريين داخل الكونغرس.
زوجة الوزير… ضيفة غامضة في اجتماعات حساسة
المثير في الأمر أن هذه ليست المرة الأولى التي يُثار فيها الجدل حول وزير الدفاع الأمريكي، إذ سبق أن تعرّض لانتقادات واسعة بعد إحضار زوجته إلى اجتماعات حساسة تتعلق بالأمن القومي، وهو ما اعتُبر انتهاكًا صارخًا لبروتوكولات الأمن الأمريكية.
هل يتكرر سيناريو الإقالات؟
فضيحة “تسريبات سيجنال” تعيد إلى الأذهان أزمات مشابهة أطاحت بمسؤولين كبار في إدارات أمريكية سابقة. فهل يكون لهذه الواقعة تبعات قانونية أو سياسية؟ أم أن دعم ترامب لهيجسيث كفيل بإنهاء الأزمة قبل أن تتحول إلى عاصفة؟
تعليقات